الخطبة الثانية / خطبة جمعة قصيرة ومؤثرة عن التوبة
الحمدلله الذي نحمده بآلائه، ونمدحه على نعمائه، ونشكره على جزيل عطاءه، والذي نستعطفه من حلول بلائه، الحمدلله كاشف الكرب، وقابل التوب، الله الذي يُنعم على المعتذر بكريم صفحه، والذي يُثيب المناجي على ثنائه ومدحه، أما بعد:
عباد الله، فلتعلموا أنّه لا بدّ من الإخلاص التام لله -تعالى- في التوبة؛ بأن يكون السبب الرئيسي للتوبة حب الله وتعظيمه ورجاؤه، وخوفًا من عقابه، وطمعًا في ثوابه، لا أن تكون من أجل التقرّب من مخلوق، أو لِقصدٍ من مقاصد الدنيا الزائلة، ومن أخلص لله يُعينه الله ويمدّه بالقوة ويصرف عنه الذنوب والخطايا، والأمر الذي لا شك فيه بأنّ الله -سبحانه وتعالى- لا يقبل التوبة بعد ظهور علامات الساعة الكبرى وأولها ظهور الشمس من مغربها، فلنسارع إخوتي بالرجوع إلى الله -تعالى- والتوبة له توبةً نصوحًا، فما زال باب التوبة مفتوحاً.
والتوبة تمحي ما كان قبلها، فلا يلتفت الإنسان إلى ما كان منه من ذنب وتقصير، فمن تاب إلى الله وآمن وعمل صالحًا فإنّ الله يُبدل سيئاته حسنات، ويبشره بمغفرة وأعلى الدرجات.