نشأة الفن التجريدي / مفهوم الفن التجريدي
تعود نشأة الفن التجريدي إلى ما رُسم في العصور القديمة على الصّخور والفخار، إلّا أنّ فكرة القيام بعمل فنيّ يعتمد على البساطة في تصوير المرئيات لمعت في القرن التاسع عشر الميلادي عند الفنانين أصحاب الحركات الانطباعيّة والتعبيريّة، فظهرت الأعمال الفنيّة التي تشرح قصّةً ما، كما ظهر الفنانون الذين درسوا الإدراك البصريّ للضوء، بالإضافة إلى ظهور الأفكار التي تبتعد عن التقليد والمثالية، ولأفكار التي تدعو للخيال كأحد أهمّ عوامل الإبداع، و في عام 1890م أشار الفنّان موريس دينيس إلى أنّه من الضروري التذكّر أنّ الصورة قبل أن تكون قصّةً، أو حصاناً، أو أيّ شيء آخر، هي في الأصل عبارة عن سطح مستوٍ يحتوي على مجموعة من الألوان المُرتبّة بطريقة مُعيّنة.
ظهر الفن التجريديّ كنوع من أنواع الفنون في أوائل القرن العشرين، وقام الفنانون في تلك الفترة بالعديد من الأعمال الفنيّة التي تعتمد على خيالهم، وليس على ما يرونه من المرئيّات، وقد عرّفوها بالأعمال الفنية النقيّة، وذاع صِيت هذه الأعمال في زمن كاندينسكي تحديداً عام 1911م، ومن اللوحات التي اشتُهرت في ذلك الوقت، لوحات الفنّان الفرنسيّ فرانسيس بيكابيا عام 1909م، ومنها: لوحة "Picture with a Circle"، ولوحة "Caoutchouc".