أسباب صعوبة تصنيف الفنون / آلية تصنيف الفنون / أنواع الفنون
ثمّة أسباب وأمور عِدّة تجعل أمر تصنيف الفنون أمراً مُعقدّاً وصعباً للغايّة، وفيما يأتي أهم تلك الأسباب:
- تختلف الفكرة الكلاسيكيّة للفنون عن الفكرة الحالية له اليوم، حيث كانت تُعنى الفنون قديماً بالقدرة البشريّة على إنتاج الأشياء طالما كان إنتاج تلك الأشياء مُنظماً وخاضعاً للقواعد، كما كان الفن يُركّز على المهارة أكثر من العمل الفنيّ بحدّ ذاته.
- كانت الفنون قديماً تُمثّل معرفة منطقية وضمنية غير معتمدةٍ على الإلهام، أو الحدس، أو الخيال، وتَمثّل ذلك المفهوم في الأعمال الفنية اليونانية والرومانية، وبذلك فإنّ تعريف الفنون سابقاً كان يُشير إلى أعمال الهندسة المعماريّة، والنحت، والنجارة، والنسيج، وغيرها.
- يتمثّل المفهوم القديم للفن اليوم بمفاهيم جديدة كالحرفة والمهارة، حيث تعني كلمة الفن في اليونانيّة التقنية، وبذلك فإنّ الفن يتناسب ويتماشى مع الفكرة القديمة للفنون، حيث جمعوا الإغريق قديماً بين الفنون الجميلة والحرف اليدويّة؛ لأنهم رأوا أنّ جوهر العمل الفني يتمثّل في المهارة وإنتاجه.
- احتضنت مظلة الفنون قديماً عدداً أكبر من التخصصات الفنيّة مُقارنةً بالمفهوم العام الحالي للفنون، حيث أنّ الشعر والموسيقى كانا خارج مظلة الفنون بالنسبة للإغريق، بينما كانوا يعتبروا العلم فناً، واعتبروا أنّ الفن مسألة تخضع للقواعد.
- دُمِج الشعر والموسيقى في الفنون قبل نهاية العصور القديمة؛ ذلك بمجرّد اكتشاف قواعدهما، كما يُشار إلى أنّ الفكرة الكلاسيكيّة للفنون التي بقيت لما يزيد عن ألفي عام لم تستبعد الحِرف والعلوم من فئات الفنون، ويجدر بالذكر أنّ مفهوم الفن الحاليّ هو مفهوم حديث نسبياً.
تعليقات (0)