ولادة كاظم الساهر ونشأته / كاظم الساهر
ولد كاظم الساهر يوم 12 سبتمبر سنة 1957 في مدينة الموصل، والده هو جبار إبراهيم السامرائي، كان يعمل عسكرياً، وتعود أصوله لمدينة سامراء، ووالدته هي نورية علي عليوي، من مدينة النجف، وكان لوالدته التأثير الأكبر في حياته، فقد كان شديد التعلق بها وكثير الحديث عنها، وكان لها الفضل في تشجيعه وتنمية موهبته وتعزيز ميوله للموسيقى.
انتقل كاظم الساهر في صغره إلى مدينة الحرية في بغداد، بحكم عمل والده، وعاش فيها بمنزل صغير جداً مع أفراد عائلته، التي تضم 7 أخوة وهم: (عباس، وحسن، وحسين، وعلي، ومحمد، وسالم، وإبراهيم)، وأختان هما: (أميرة، وفاطمة).
نشأ كاظم الساهر في حيّ الحرية، وهو الحيّ الذي تحدث كثيراً عنه وعن حياته البسيطة فيه، وعن دور الجيران وأبناء الحي في تربيته وتكوين شخصيته، فقد ذكر في لقاءاته أن طبيعة البيوت المتقاربة في الحي كانت تفرض على الشبّان المشي محنيّوا الظهر حفاظاً على خصوصية الجار واحتراماً لحرمة البيوت، وذلك كان له الأثر في بناء شخصيته الخجولة.
عانى كاظم الساهر من الفقر في بداية حياته، لكنه كان دافعاً له في بناء إصراره وعزيمته على تحقيق أهدافه، اضطر للعمل وهو صغير خلال العطل المدرسية، فعمل في بيع المثلجات وبيع الكتب، وعمل في أحد معامل النسيج لمدة شهر كامل حتى تمكن من جمع ثمن أول آلة موسيقية اشتراها وهي آلة الجيتار، وكان ثمنها 12 ديناراً، فتعلّم العزف عليها وأبهر الجميع بقدرته على عزف الألحان الشرقية على آلة غربية مثل الجيتار، وذلك ما نبّه لوجود موهبة حقيقية بداخله، ومن بعد الجيتار تعلم العزف على العود، ودرس الموسيقى لمدة 6 سنوات في معهد الدراسات الموسيقية ببغداد، وأول لحن له كان بعنوان "أين أنتِ" وهي خاطرة كان قد قرأها في إحدى المجلات.
عمل كاظم الساهر أستاذاً لمادة التاريخ، ودرّس الموسيقى للتلاميذ لمدة سنة ونصف، وعُيّن معلماً لمادة الفن والموسيقى في مدرسة (كربيش) ومدرسة (بيناتا) في إحدى القرى التابعة لقضاء عقرة بشمال العراق، وذلك في أواخر سبعينات القرن العشرين.