صفحة - فنون - أتقن عملًا تبنِ وطنًا / تعبير كتابي عن أهمية العمل (لطلاب الإعدادي)

أتقن عملًا تبنِ وطنًا / تعبير كتابي عن أهمية العمل (لطلاب الإعدادي)

الوطن هو أغلى ما يملكه الإنسان، وهو الحصن الذي يلجأ إليه إذا ما تاه في خضمِّ هذه الحياة، بل هو الأمُّ التي تجمع أبناءها، إنّ الوطن أمٌّ فعلينا أن نقدم له الغالي والنَّفيس من أجل العمل على بنائه ليكون قامةً شامخةً بين الأمم على مرِّ العصور والأزمان، ومهما كان نوع العمل فإنّه سيساهم في بناء الوطن ورقيّه ما دام شريفًا، ففي أحد الأيام جاء رجلٌ يسأل النّبي عليه السّلام مالًا، فقال عليه الصّلاة والسّلام: "لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ، فَيَأْتِيَ بحُزْمَةِ الحَطَبِ علَى ظَهْرِهِ، فَيَبِيعَهَا، فَيَكُفَّ اللَّهُ بهَا وجْهَهُ خَيْرٌ له مِن أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ"، وعلى الرّغم من بساطة هذا العمل إلّا أنّه سيمدّ العون للفرد والمجتمع معًا.


وكي تبن وطنك عليك أن تتقن عملًا لا أن تتعلمه فقط، وذلك لتكون مبدعًا فيه ومتألقا فتطرق باب الاختراع والتَّميز، وقد جاء الإسلام ليحضَّ على قيمة الإنسان الذي يعمل ويتوكل على ربِّ العالمين ليكون بذلك دأبه دأبُ الأنبياء والرسل، فهو يقدم أولًا لأسرته ما تحتاجه من أساسيات، إضافة إلى أنَّه يقدم لوطنه الكثير كونه إنسانًا عاملًا بعيدًا عن الكسل والخمول.


فذاك الطّبيب المبدع سيكون قادرًا على أن يعالج مرضاه وقادرًا على اكتشاف المصل الشَّافي واستخلاصه من سمَّ الأفعى القاتل، ولن ننسى ذاك المهندس الذي سيبني بقلمه وطنًا متماسكًا كما الجدران في بنائه، فهو الأقدر على إظهار وطننا بذاك الثَّوب الحضاري مشوبًا بتلك اللمسة الشَّرقيَّة التي لن يستطيعها أحدٌ إياه، وليكمل عمله زنود البنّاء والنّجار والحدَّاد، أما المعلم فهو من سيبني تلك النُّفوس التي ستنهض بوطنها عاليًا، لهذا ينبغي على كلِّ عاملٍ أن يتقن عمله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ يحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكم عملًا أنْ يُتقِنَه"، فمن لا يتقن عمله سيكون يومًا ما سببًا في هدم أحد أساسات المجتمع القويَّة ليهوي الوطن فيما بعد في جرف الضياع والإهمال والدّمار.


تعليقات (0)


غير متصل بالإنترنت !