صفحة - ثقافة وتعليم - أبرز الأغراض الشعريّة عند عنترة بن شدّاد / شعر عنترة بن شدّاد وأبرز سِماته / بحث عن عنترة بن شداد

أبرز الأغراض الشعريّة عند عنترة بن شدّاد / شعر عنترة بن شدّاد وأبرز سِماته / بحث عن عنترة بن شداد

  • الفخر: كان الفخر من أهم الأغراض الشعريّة عند عنترة، وكانت أشعاره في الفخر تتصف بالقوة والحماسة؛ إذْ كانت من أسلحته في معركته العنيفة من أجل انتزاع حريته وإثبات نسبه والردّ على أعدائه، ومن أجل أيضاً الفوز بابنة عمه عبلة التي رفض أهلها تزويجه إياها لأنهم لا يرونه كفؤاً لها بسبب سواد لونه، فكان عنترة يستعين بشعر الفخر للتعويض عن عقدة السواد التي لازمته من أجل تأكيد حقه في الحرية، فقدّم نماذج شعريّة عدّة أظهر فيها صورة الفارس الشجاع المنتصر الذي ينتمي لقبيلته ويتمسك بقضاياها، وحاول ربط هذه الصورة بنفسه من أجل تأكيد مكانته بين قومه، واعتراف المجتمع الذي يعيش فيه بهذه المكانة وبما كان يتصف به من قيم وأخلاق.
  • الهجاء: كان الهجاء في العصر الجاهلي مرتبطاً بموقف الشاعر من مجتمعه وما فيه من قيم راسخة؛ فهو من أكثر الأغراض الشعرية تأثيراً في المجتمع، حيث كان الشاعر يستخدمه كسلاح قوي ومؤثر في ذكر عيوب الأعداء، ووصفهم بأبشع الصفات والأفعال، وكان غزو القبائل لبعضها البعض شائعاً في ذلك الوقت، فكان عنترة يجد نفسه في هذه الحروب لإبراز شجاعته في الدفاع عن قومه الذي كان يسعى جاهداً لإثبات نفسه بينهم في الوقت الذي لا يعترفون له بنسب أو مكانة، فكان عنترة في تلك الحروب يتعرض للمهجو بالهجاء الصريح المباشر دون تلميح مقرناً إياه بالفخر بنفسه وبشجاعته بحيث يتناسب هذا الهجاء مع مكانته كفارس وبطل لقومه طمعاً في نيل المكانة التي يستحقها بينهم.
  • الغزل: اشتهر عنترة بالغزل العفيف قولاً وفعلاً، فقد أحب ابنة عمّه عبلة حبّاً شديداً وقال فيها أشعاره الغزليّة الجميلة التي كانت تنبع من قلبه المتيّم بها، وكان غزل عنترة لعبلة نموذجاً للغزل العفيف الذي يصدر عن شاعرٍ يتمتع بأخلاق رفيعة حيث كانت تذوب في أشعاره العاطفة القوية الصادقة، وتبرز فيها أشواقه العميقة ولوعته للقائها، فهو لا ينساها في كل حالاته سواء في الحرب أم السلم، فكان يقتحم ساحات القتال بكل شجاعة وبطولة مستقبلاً الموت من أجل أن يحظى برضاها وبقلبها.
  • الحماسة: كان شعر الحماسة عند عنترة يُمثّل الصورة الحيّة للتعبير عن شجاعته في ساحات القتال، فكان في شعره يصف أدق التفاصيل في منازلته العدو، حيث كان يستخدم شجاعته في الحروب كوسيلة للتخلص من عقدته النفسيّة في كونه عبداً أسود، واصفاً في هذه الأشعار كيف ينال من العدو بعد أن يتمكن من إصابته بطعنة قاتلة مخاطباً العدو والدهر بالاعتراف بذاتيته إلى حدّ المبالغة في إظهار جبروته بحيث يبدو كأنه مستمتع بهذا الأمر، كما كان يصف الأسلحة وصوت السيوف وطعنات الرمح، وكان يعتمد في هذا الوصف على وقائع تاريخية تاركاً الحرية لخياله في تضخيم الحوادث القتاليّة، كأن هذه المعارك كانت ملحمة من الملاحم الحربيّة.


تعليقات (0)


غير متصل بالإنترنت !