ماض على الغمرات / أشعار جرير والفرزدق
- قصيدة جرير يمدح بها الحجاج:
هَاجَ الهَوى َ لفُؤادِكَ المُهْتَاجِ،
- فانظرْ يتوضحَ باكرُ الأحداج
هذا هَوى ً شَعَفَ الفُؤادَ مُبَرِّحٌ،
- وَنَوى ً تَقاذُفُ غَيرُ ذاتِ خِلاجِ
إنّ الغُرابَ بمَا كَرِهْتَ لَمْولَعٌ
- بنوى الأحبة ِ دائمُ التشحاج
ليت الغرابَ غداة َ ينعبُ بالنوى
- كانَ الغراب مقطعَ الأوداج
وَلَقَدْ عَلِمْتَ بأنّ سِرّكَ عِنَدنَا
- بَينَ الجَوانِحِ مُوثَقُ الأشْراجِ
وَلَقَدْ رَمَيْنَكَ حِينَ رُحْنَ بأعينٍ
- يَنظُرْنَ مِنْ خَلَلِ السّتُورِ سَوَاجي
وَبمَنْطِقٍ، شَعَفَ الفُؤادَ، كأنّهُ
- عسلٌ يجدنَ بهِ بغيرِ مزاج
قلْ للجَبَانِ إذا تَأخّرَ سَرْجُهُ:
- هلْ أنتَ منْ شركِ المنية ِ ناجي
فتعلقنْ ببناتِ نعش هارباً
- أوْ بالبحورِ وشدة ِ الأمواج
منْ سدَّ مطلعَ النفاقِ عليهمِ
- أمْ مِنْ يَصُولُ كصَوْلَة ِ الحَجّاجِ
أمْ مَنْ يَغارُ على النّساءِ حَفيظَة ً
- إذْ لا يثقنَ بغيرة ِ الأزواجِ
إنَّ ابنَ يوسفَ فاعلموا وتيقنوا
- ماصي البصيرة ِ واضحُ المنهاج
ماضٍ على الغَمَراتِ يُمْضِي هَمَّهُ
- وَاللّيْلُ مُخْتَلِفُ الطّرائِقِ داجي
منعَ الرُّشَا وأراكُمُ سبُلَ الهُدى
- وَاللّصَّ نَكّلَه عَنِ الإدُلاجِ
فاسْتَوْسِقُوا وَتَبَيّنُوا سُبُلَ الهُدى
- وَدَعُوا النّجيّ فَلَيسَ حينَ تناجي
يا ربَّ ناكثِ بيعتبلنِ تركتهُ
- و خضابُ لحيتهِ دمُ الأوداجِ
إنّ العَدُوّ إذا رَمَوْكَ رَمَيْتَهُمْ
- بذُرَى عَمَايَة َ أوْ بهَضْبِ سُواجِ
وَإذا رَأيْتَ مُنافِقِينَ تَخَيّرُوا
- سبلَ الضجاجِ أقمتَ كلَّ ضجاجِ
داويتهم وشفيتهم منْ فتنة ٍ
- غَبراءَ ذاتِ دَوَاخِنٍ وَأُجَاجِ
إنّي لمُرْتَقبٌ لِمَا خَوّفْتَني،
- وَلفَضْل سَيبكَ يا ابنَ يوسُفَ رَاجي
وَلَقَدْ كسرْتَ سنانَ كلّ مُنافِقٍ،
- و لقدْ منعتَ حقائبَ الحجاجِ
تعليقات (0)