في قصيدة اعتراف تتناول الشاعرة قصة سفرها وهروبها وهي توجه الخطاب إلى شخص ما قد يكون الحبيب أو الوطن، وكيف أنه يلاحقها في كل مكان، وفيما يأتي نص القصيدة:
- اليوم جئتُ لأعترف
- والجرح في الأعماق بكاءُ نزفْ
- النفس بعثرها الحنين
- وشفَّها التذكار
- والتذكار شفّْ
- وأنا أجرجر هيكلاً متعثرًا
- نخرًا تلفْ
- أقتاد روحًا
- هدَّها الترحال صوب رباك
- أرهقها التوغل والأسف
- وأقول جئت لأعترف
- يا أيها الرهق المسافر فى دماي
- ويا نزيف الجرح قفْ
- اليوم جئتك يا فؤادي أعترف
- أنا من سقتك الحزن ألوانًا
- وقالت: لا تخف
- حبست دموعك يوم غار النصل
- أو غل
- غصَّت العبرات
- جف الحلق جفْ
- أنا من أردتك صابرًا
- متجلداً لا تستخفْ
- حملتك الأشجان حتى ضجت الأشجان
- من طول احتمالك، أعترف
- حملتك الأحزان حتى هدت الأحزان صبرك
- أعترف
- واليوم
- حطمت الشجون رباك
- هاجرت النوارس عنك
- والشوق استخف
- الحزن صادر وجهك المسود شجوًا
- يرتجفْ
- وأنا أتيتك أعترف
- نسي المسافر إسمك المكتوب بالنسيان
- إذ رحل القطار
- وضاع وجهك
- منذ ذاك اليوم في ذاك النهار
- ما عاد يذكر دمعك المحبوس حد الإنفجار
- ما عاد يذكر إذ تغالب حزنك الدامي
- فيقتلك الدوارْ
- نسى المسافر يا فؤاد
- نزيف جرحك والقصيدْ
- وما حكيت وما رويت
- فلا تحار
- قدرٌ أراد
- وهل لدى الأقدار
- ينفعنا اعتذار؟
- وشم على كفِّ الغياب
- كن عند أبواب الحضور
- وإن تشاء فلا تكن
- دعنى أقبل فى سبيلك يا أنا
- قلبًا يحاذر أن يجوب
- ولأن هذا الشوق بات الآن أعتى ما أخاف
- رجعت ليلاً كالغريب
- وحدي أنا أدري
- بأن الشوق حين تكون سيَّده
- ووجهتهُ عجيب
- شوق يصادر هذه الدنيا
- ويختصر المسافة
- ويشعل الأنحاء بركانًا
- فيحترق اللهيبْ
- شوق يلح ولا يحاور
- يدعي إلا سواه فاستجيب
- يا كل هذا القلب
- يا حلمًا يحصارني نهارًا
- يا صفي الروح
- يا بوابة تفضي إلى غير الهروبْ
- أو ما رجوتك حينما حان الرحيل
- أن اتئد
- عني تنحَّى لا تطلَّ عليَّ من كل الدروبْ
- أو ما تعاهدنا هنا
- ألا تلوح بمقلتي
- ألا تقيم بمهجتي
- ألا تحدد وجهتي حتى أؤوب
- فلم تساءَل كل من ألقى
- عن الوهج الغريب بمقلتيَّ يبدو
- وعن رجل غريب
- ولم قفزت إلى فمي
- لما هممت بأن أقول
- حرفًا بكل قصيدة
- وقبيل كلِّ مقالةٍ
- وبعيد كل حكاية نغمًا طروب
- ولمْ رأيتك حينما ضحك الصغار
- وحينما لاح النخيلُ
- وحين ثار النيلُ
- كيف طلعت في شفق الصباح
- وكنت فى شفق الغروب؟
- شيء عجيبٌ يا أنا
- شىءٌ عجيب
- توقيع أنك لن تلح عليَّ
- ما جفت صحائفه ولا رفع القلم
- لم توفِ بالعهد الجديد ولا القديم ولم ولم..
- يا منتهى شوقي
- ويا كل الجراحات التى بُرئت
- ويا كل التي تهب الألم
- من أي أسباب السماء هويت نحوي
- مثلما النجم البعيدْ
- فأنا انتبذتُ من المكان قصيه
- خبأت وجهي تحت وامتنعت عن القصيد
- وسلكت وعر الدرب ليلاً
- واهتديت بأنجمٍ أفلت
- وغيرت الصوى طرًا
- وأعدلت النشيدْ
- كيف اهتديت إليَّ كيف؟
- وبيننا بحران يصطخبان
- آلاف من الأميال، صحراء وغابات وبيد؟
- أتراك كنت حقيبتي
- أم بين أمتعتي دخلت
- أم أختبأت هناك فيَّ
- دمًا يسافر للوريد من الوريد؟
- عجبي إذًا
- إن كنت لن أنفك من قيد تكبلني به
- إن كنت أمضي كي أعود
- عجبًا اذًا
- إن كان هذا القلب قد بايعته ملكًا عليا
- فباعني رغمي
- ويفعل ما يريد
- أنا لن أسافر مرة أخرى
- لتسبقني ويفضحني الشرود
- أنا لن أحاول حيلة أخرى
- ومع رجل يغافل كل ضباط المطارات القصيةِ
- والمحطات القريبة والبعيدةِ
- عابرًا متجاوزًا كل الحدودْ
- أنا لن ألاحق مهرجان العيد
- بعد العام هذا
- إذ بغيرك لم يكن فى الكون عيدْ
انظر أيضاَ ..
تعليقات (0)