يــوم اللـقـاء المنـتـظـر / قصيدة عن الحب قصيرة
مانع سعيد العتيبة هو شاعر إماراتي ولد في أبو ظبي عام 1946م، ويعود في نسبه إلى أكبر العائلات في الإمارات:
يوم اللقاء المنتظر
- عيد بأحلامي ظهر
في شاطىء متجرد
- من كل آثار البشر
زار الشتاء رماله
- فعفا على الرمل الأثر
والشمس أخفى ضوءها
- غيم توحش وانتشر
والبحر أنشد موجه
- لحن الملالة والضجر
وحدي وقفت وفي دمي
- جمر من الشوق استعر
وعد الحبيب وما وفى
- وعد اللقاء وما اعتذر
أرسلت نظرة يائس
- للأفق والدمع انهمر
وشعرت أن الغيم ضج
- وبالأسى مثلي شعر
فبكى معي ودموعه
- لمعت ببرق من شرر
أغمضت عيني لحظة
- وفتحتها كمن انبهر
فرأيت وجهك باسما
- وذهلت والرعد انفجر
ما كنت يوما مخلفا
- وعد السهارى يا قمر
صبح الشتاء كليله
- بكليهما يحلو السهر
أهلا حبيبي أنت من
- أرجعت للعين النظر
ومسحت دمعة حزنها
- بلقائنا تحت المطر
لما أتيت لموعدي
- متحديا غيم الخطر
أيقنت أن الحب
- أعماق فلبينا انتصر
وبلهفة ضمت يدي
- يدك الندية وانغمر
في شوق كفي بردها
- فغدت كنار أو أحر
وتتابعت منا الخطى
- من غير خوف أو حذر
أمسافران ؟ وكيف لا
- يحلو لقلبينا السفر ؟
فوق الرمال وزادنا
- حلم شتائي الصور
وسمعت همسا للرمال
- يقول : حلو من حضر
فأجبتها : لا تحسدي
- ونصيحتي غض البصر
معذورة هذي الرمال
- نعم ومثلي من عذر
فجمال من أهوى له
- في كل حاضرة خبر
وتذوب عند لقائه
- حتى قلوب من حجر
خطواتنا لم تنقطع
- وتساقط المطر استمر
سرنا ونبض قلوبنا
- إيقاع موسيقى الظفر
والبحر يضحك موجه
- ويغازل الريح الشجر
في غمرة الزمن السعيد
- ومولد الأمل الأغر
مر اللقاء كأنه
- طيف بثانية عبر
وشعرت حين تركتني
- أن السرور هنا انتحر
وبأن قلبي لم يعد
- بين الضلوع وما هجر
بل طار خلف خطاك
- لكن الجناح به انكسر
فهوى وذا فعل الهوى
- ومن المقدر لا مفر
كأس الفراق مريرة
- لكنا بقاياها أمر
لما التقينا لم أكن
- أدري بما ربي أمر
وبأن دنيانا لها
- وجهان من خير وشر
فإذا تبسم وجهها
- يوما فحاذر أن تغر
وإذا تولت عنك فاعلم
- أنها كر وفر
والصبر نهج المؤمنين
- وفاز حتما من صبر
آمنت بالله العظيم
- وبالقضاء والقدر