قصيدة اليوم يوم مصارع الشهداء لجبران خليل جبران / أبيات شعر عن الشهداء
اليوم يوم مصارع الشهداء
- هل في جوانبه رشاش دماء
لله غياب حضور في النهى
- ماتوا فباتوا أخلد الأحياء
أبطال تفدية لقوا جهد الأذى
- في الله وامتنعوا من الإيذاء
بعداء صيت ما توخوا شهرة
- لكن قضوا في ذلة وعناء
لبثوا على إيمانهم ويد الردى
- تهوي بتلك الأرؤس الشماء
سلمت مشيئتهم وما فيهم سوى
- متقطعي الأوصال والأعضاء
صبروا على جبروت عات قاهر
- ساء النهى والدين كل مساء
ما كان دقلتيان إلا طاغيا
- ملك الرقاب بغلظة وجفاء
لانت له الصم الصلاد ولم تلن
- شيئا قلوب الصفوة الفضلاء
حاشا الحقيقة كم مثال لا ترى
- إلا البقايا منه عين الرائي
ظلت حناياه وإن حطمت على
- ما كان فيها من تقي ورجاء
إن العقيدة نعمة علوية
- تصفو على النقمات والأرزاء
تجني فخارا من إهانات العدى
- وتصيب إعزازا من الإزراء
بكر بأوج الحسن غال مهرها
- لا تشترى بأياسر الأشياء
تزرى النفائس دونها ولربما
- بذل النفوس حماتها بسخاء
أليوم بدء العام عام النيل في
- إقباله المتجدد اللألاء
ما انفك في أقسامه وفصوله
- شرعا وفي الأوضاع والاسماء
قد أحكمت في كله أجزاؤه
- فبدا تمام الكل بالأجزاء
عجب لقوم لاتني آثارهم
- هي أعظم الآثار في الغبراء
قصت حواشيهم وقلص ظلهم
- إلا كفاح بقية لبقاء
وعفت معاهد بطشهم أو أوشكت
- وهوت صروح العزة القعساء
إلا نظاما صلوه لعامهم
- فلقد أقام كأصله المتنائي
كم دولة دالت بمصر
- وحكمه متوارث عن أقدم الآباء
وإذا بنى الأقوام فكرا صالحا
- فالفكر يثبت بعد كل بناء
أمهيئي هذا المقام ومبدعي
- هذا النظام لحكمة غراء
إن أرج فالإقبال ما أرجو لكم
- وإذا دعوت فبالرقي دعائي
تعليقات (0)